يعد العند عند الإطعام من المشكلات الشائعة التي يواجهها العديد من الآباء والأمهات خلال مرحلة نمو الأطفال. يُعرف العند بأنه سلوك من الطفل يعبر عن رفضه أو مقاومته لفعل شيء ما، وفي حالة الإطعام، قد يرفض الطفل تناول الطعام أو يظهر علامات من الاستياء أثناء الوجبة. على الرغم من أن هذه الحالة قد تكون محبطة للأهل، إلا أن هناك العديد من الطرق الفعّالة التي يمكن اتباعها للتعامل مع العند أثناء الإطعام.
أسباب العند عند الإطعام:
-
الرغبة في الاستقلالية:
في كثير من الأحيان، يبدأ الأطفال في هذه المرحلة العمرية بالبحث عن الاستقلالية والقدرة على اتخاذ قراراتهم الخاصة. قد يرفض الطفل الطعام أو يظهر عنادًا لأنه يريد أن يحدد اختياراته بنفسه. -
ملل الطفل من الأطعمة المتكررة:
قد يشعر الطفل بالملل إذا تم تقديم نفس نوع الطعام بشكل متكرر. هذا الملل قد يتسبب في رفض الطعام أو العند أثناء الوجبة. -
حساسية الطعام أو صعوبة في الهضم:
بعض الأطفال قد يرفضون الطعام بسبب شعورهم بعدم الراحة أو وجود حساسية تجاه بعض الأطعمة، وهو ما يؤدي إلى سلوك العند أثناء الإطعام. -
تجربة سلبية سابقة:
إذا كان الطفل قد مر بتجربة سلبية أثناء تناول الطعام (مثل الاختناق أو الإحساس بعدم الراحة)، فقد يتطور عنده سلوك العند كاستجابة لذلك.
لمزيد من الدعم والمساعدة، يمكنك دائمًا الرجوع إلى مركز خطوة الذي يقدم خدمات متخصصة في مجال تأهيل وتعليم الأطفال.
طرق التعامل مع العند أثناء الإطعام:
-
الصبر وعدم الضغط على الطفل:
يجب على الأهل التحلي بالصبر وعدم الضغط على الطفل أثناء الطعام. الضغط على الطفل قد يزيد من مقاومته ويرسخ لديه فكرة العند. بدلاً من ذلك، يجب أن تكون الوجبة تجربة غير متوترة وممتعة. -
تقديم الأطعمة بطرق مبتكرة:
تقديم الطعام بطريقة مرحة وجذابة يمكن أن يحفز الطفل على تناوله. على سبيل المثال، يمكن استخدام الألوان المختلفة للأطعمة أو تقديم الطعام بأشكال مبتكرة مثل الأشكال الهندسية أو الأطعمة المجزأة لتشجيع الطفل على تناولها. -
تقديم خيارات متنوعة:
بدلاً من فرض نوع واحد من الطعام على الطفل، يمكن تقديم عدة خيارات. هذا يسمح للطفل باختيار الطعام الذي يفضله، مما يمنحه إحساسًا بالتحكم في قراراته ويقلل من احتمالية العند. -
تحديد مواعيد ثابتة للطعام:
وضع روتين ثابت للطعام يساعد الطفل على التعود على أوقات الطعام. إذا كان الطفل يعرف أن الوقت قد حان للطعام، فمن المرجح أن يتجاوب بشكل أفضل ويقل العند. -
تقليل الإلهاءات أثناء الطعام:
يجب تجنب تشتت انتباه الطفل أثناء الوجبة. التلفاز أو الألعاب الإلكترونية قد تؤدي إلى تقليل تركيز الطفل على الطعام. من الأفضل خلق بيئة هادئة أثناء وقت الطعام. -
كوني قدوة حسنة:
الأطفال يتعلمون من خلال تقليد سلوك الأهل، لذا من المهم أن يكون الأهل قدوة حسنة في تناول الطعام الصحي. عندما يرى الطفل والديه يستمتعون بتناول الطعام الصحي، فإنه يصبح أكثر احتمالًا لتناول نفس الأطعمة. -
عدم استخدام الحلويات كمكافأة:
استخدام الحلويات كمكافأة قد يؤدي إلى تعزيز سلوك العند. بدلاً من ذلك، يمكن استخدام كلمات تشجيعية أو مكافآت غير غذائية مثل اللعب أو قراءة قصة بعد الوجبة. -
الاستشارة الطبية عند الحاجة:
إذا استمر العند لفترة طويلة أو كان مصحوبًا بمشاكل صحية أخرى مثل فقدان الوزن أو قلة النمو، يجب استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية للتحقق من عدم وجود مشاكل صحية أو حساسية تجاه الأطعمة.
احجز لطفلك فى مركز خطوة الان
مركز خطوة يقدم استشارات متخصصة في هذا المجال ويعد من المراكز الرائدة في مصر.
تأثير العند عند الإطعام على صحة الطفل الجسدية
العند المتكرر في تناول الطعام قد يؤدي إلى مشاكل صحية عند الطفل مثل فقدان الوزن، نقص في الفيتامينات والمعادن، أو حتى فقر الدم. هذه المشكلات تظهر غالبًا عندما يستمر رفض الطفل للأكل لفترة طويلة دون تدخل مناسب. من المهم مراقبة النمو والتغذية بشكل منتظم للتأكد من أن العند لا يؤثر على صحته العامة.
الفرق بين العند الطبيعي والعند المَرَضي أثناء الإطعام
من الطبيعي أن يمر الطفل بفترات من العند أثناء مراحل النمو، لكن إذا كان العند مفرطًا ومصحوبًا بفقدان شهية شديد، بكاء دائم، أو تراجع في الصحة الجسدية، فقد يكون ناتجًا عن حالة طبية أو نفسية. هنا يجب التفرقة بين العند الطبيعي كجزء من تطور الشخصية، والعند المَرَضي الذي يستدعي تدخل مختصين.
دور البيئة الأسرية في تخفيف العند عند الإطعام
البيئة الهادئة والمشجعة أثناء الوجبات تساعد على تقليل العند. التوتر أو الخلافات أثناء الطعام قد تجعل الطفل يربط الأكل بالمشاعر السلبية. من الأفضل جعل وقت الأكل وقتًا عائليًا سعيدًا، حيث يشعر الطفل بالأمان والراحة، مما يشجعه على التعاون في تناول الطعام.
تأثير الروتين اليومي على سلوك الطفل الغذائي
اتباع روتين ثابت في مواعيد النوم، الاستيقاظ، والوجبات يعزز من الشعور بالاستقرار لدى الطفل ويقلل من العند. عندما يعتاد الطفل على أوقات محددة لتناول الطعام، يصبح أكثر استعدادًا للتجاوب، بينما الفوضى في الروتين قد تخلق مقاومة مستمرة في كل وجبة.
متى يجب طلب المساعدة من مختص نفسي أو تغذوي؟
إذا لم تنجح الحلول المنزلية، أو استمر العند عند الإطعام لفترة طويلة، يُنصح بالرجوع إلى مختص نفسي للأطفال أو أخصائي تغذية. المختص يمكنه تقييم السلوك بشكل علمي، ووضع خطة علاجية تشمل تغيير نمط التعامل، أو التدخل الغذائي، أو العلاج السلوكي إذا لزم الأمر.

ختامًا: العند عند الإطعام
إن العند أثناء الإطعام ليس ظاهرة غير قابلة للتعامل معها. من خلال اتباع استراتيجيات مرنة وصبر مستمر، يمكن للأهل تقليل سلوك العند وتحفيز الطفل على تبني عادات غذائية صحية. تذكري أن بناء علاقة إيجابية مع الطعام في مرحلة الطفولة المبكرة يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على عادات الطفل الغذائية في المستقبل.