تغذية الأطفال الرضع تمثّل حجر الأساس في بناء صحة الطفل الجسدية والعقلية منذ الأشهر الأولى من عمره. فالتغذية الصحيحة خلال هذه المرحلة الحساسة تساهم في تعزيز جهاز المناعة، ودعم النمو الطبيعي، وتطور الدماغ، والوقاية من العديد من الأمراض المزمنة في المستقبل. ولذلك، فإن وعي الأمهات والآباء بمبادئ التغذية السليمة للرضيع يعتبر أمرًا ضروريًا لضمان بداية صحية لحياة الطفل.
أولًا: الرضاعة الطبيعية
- أهمية الرضاعة الطبيعية
توصي منظمة الصحة العالمية بالرضاعة الطبيعية الحصرية خلال الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل، حيث يحتوي حليب الأم على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الرضيع بنسب مثالية.
من فوائد الرضاعة الطبيعية:
- تقوية جهاز المناعة.
- الوقاية من الالتهابات والأمراض المزمنة.
- تقوية العلاقة العاطفية بين الأم والطفل.
- تسهيل الهضم وتقليل مشاكل المغص والإمساك.
- الرضاعة عند الطلب
ينبغي إرضاع الطفل كلما شعر بالجوع، دون الالتزام بمواعيد محددة، حيث تختلف حاجات الأطفال من طفل لآخر.
ثانيًا: الرضاعة الصناعية
- متى تُستخدم؟
قد تلجأ بعض الأمهات إلى الرضاعة الصناعية لأسباب صحية، أو لضعف إدرار الحليب، أو بناءً على توصية طبية.
- اختيار الحليب المناسب
يجب اختيار الحليب الصناعي المناسب لعمر الطفل بناءً على استشارة طبيب الأطفال، مع مراعاة تجنب الحليب البقري الكامل قبل عمر السنة.
- التعقيم والنظافة
من الضروري تعقيم الزجاجات والحلمات، والالتزام بطرق تحضير الحليب بشكل صحي لتجنب التلوث.
ثالثًا: إدخال الطعام الصلب
- متى يبدأ؟
يُنصح بإدخال الطعام الصلب تدريجيًا بدءًا من عمر 6 أشهر، مع استمرار الرضاعة.
- أول الأطعمة المناسبة
- الخضروات المهروسة مثل الجزر والكوسا.
- الفواكه مثل التفاح والموز المهروس.
- الأرز والشوفان المطبوخ جيدًا.
- مراعاة التحسس
يُفضّل تقديم نوع واحد من الطعام الجديد كل 3 أيام لمراقبة أي رد فعل تحسسي.
رابعًا: التغذية حسب المرحلة العمرية
من الولادة حتى 6 أشهر:
- رضاعة طبيعية أو صناعية فقط.
- لا ماء، ولا عصائر، ولا أطعمة صلبة.
من 6 إلى 12 شهرًا:
- الاستمرار في الرضاعة.
- تقديم وجبتين إلى ثلاث وجبات من الطعام المهروس يوميًا.
- تنويع الأطعمة تدريجيًا.
من عمر سنة وما فوق:
- تقديم طعام الأسرة المعد بطريقة صحية.
- البدء بتعليم الطفل استخدام الملعقة والكوب.
- الحد من السكريات والملح.
خامسًا: نصائح لتغذية الرضيع
- تأكدي من أن الطعام طازج ومحضر بطريقة نظيفة.
- تجنبي إعطاء العسل قبل عمر السنة لتفادي خطر التسمم الوشيقي.
- لا تضيفي الملح أو السكر إلى طعام الرضيع.
- احرصي على توازن الوجبات بين الكربوهيدرات، البروتين، والخضار.
قبل أن تظهر مشكلات التغذية التي قد يعاني منها الأطفال الرضع، من المهم الالتزام بمجموعة من الإرشادات الأساسية التي تضمن نموًا صحيًا ومتوازنًا لطفلك:
- الرضاعة الطبيعية أولًا: تُعد الرضاعة الطبيعية الخيار الأمثل خلال الأشهر الستة الأولى من عمر الرضيع، فهي تمده بجميع العناصر الغذائية الضرورية وتعمل على تقوية مناعته.
- الرضاعة عند الحاجة: احرصي على إرضاع طفلك كلما أظهر علامات الجوع، فهذا يضمن حصوله على ما يكفي من الغذاء ويعزز الروابط العاطفية بينكما.
- التمييز بين إشارات الجوع: راقبي تصرفات طفلك جيدًا، فقد تدل حركات مثل مص الأصابع أو التوجه نحو الثدي على حاجته إلى الرضاعة.
- الاستمرار بعد الستة أشهر: حتى بعد إدخال الطعام الصلب، من الأفضل مواصلة الرضاعة الطبيعية إلى جانب الأطعمة التكميلية.
- لا تتعجلي في إدخال الطعام: تجنبي تقديم الأطعمة الصلبة قبل بلوغ الطفل الشهر السادس، إذ يكون جهازه الهضمي غير مكتمل النضج في هذه المرحلة.
معلومة مهمة: إذا واجهتِ أي صعوبة في الرضاعة أو تغذية طفلك، لا تترددي في مراجعة طبيب الأطفال أو استشارة مختص في الرضاعة الطبيعية.
العناية الجيدة بتغذية طفلك منذ ولادته تمنحه انطلاقة قوية نحو صحة سليمة وحياة مليئة بالنمو والتطور.
تغذية الرضيع ليست مجرد عملية إطعام، بل هي ركيزة أساسية لصحة مستدامة ونمو متكامل. من الرضاعة الطبيعية إلى إدخال الطعام الصلب، يجب أن تُبنى كل خطوة على أسس علمية ورعاية حنونة. إن وعي الأهل بالتغذية السليمة خلال هذه المرحلة هو أفضل استثمار في مستقبل الطفل الصحي والعقلي.
اقرأ ايضا :