أسباب خوف الطفل بعمر السنتين
في عمر السنتين، يمر الطفل بمرحلة نمو نفسي وعقلي حساسة، تبدأ فيها مشاعر جديدة بالظهور، مثل: الغضب، التعلق، والقلق. ومن أبرز هذه المشاعر هو الخوف، والذي يعتبر جزءًا طبيعيًا من تطور الطفل. لكن في بعض الأحيان قد يُثير هذا الخوف قلق الأهل، خاصةً إن بدا مفاجئًا أو مفرطًا.
في هذا المقال، نوضح أهم أسباب الخوف عند الأطفال في عمر السنتين، وكيفية التعامل معها بشكل تربوي سليم.
أولًا: هل من الطبيعي أن يشعر الطفل بالخوف في هذا العمر؟
نعم، من الطبيعي جدًا أن يختبر الطفل في سن السنتين أنواعًا مختلفة من الخوف. فهذه الفترة تُعرف بأنها مرحلة الاستكشاف والتعلّق، حيث يبدأ الطفل بإدراك أن العالم أكبر وأغرب مما كان يظن. ومن ثم يبدأ في تكوين مخاوفه تدريجيًا.
أبرز أسباب خوف الطفل بعمر السنتين
1. الخيال النشط
الطفل في هذا العمر يملك خيالًا خصبًا، وقد يتخيل أشياء غير موجودة مثل “الوحش تحت السرير” أو “أصوات غريبة”. هذه المخاوف ليست حقيقية لكنها حقيقية جدًا بالنسبة له.
2. الخوف من الانفصال عن الأم أو الأب
وهو من أكثر المخاوف شيوعًا في هذا العمر، حيث يشعر الطفل بالقلق عندما يتركه أحد الوالدين، حتى لفترة قصيرة. يُعرف هذا باسم قلق الانفصال.
3. التعرض لأصوات أو مشاهد مفاجئة
مثل صوت المكنسة الكهربائية، الرعد، أو مشهد في التلفاز يحتوي على صراخ أو عنف. هذه الأشياء قد تكون مرعبة للطفل وتبقى في ذاكرته.
4. تجربة مؤلمة سابقة
ربما يكون الطفل قد سقط أو تعرّض لحادث بسيط، وأصبح يخاف من تكرار التجربة (مثل الخوف من الماء بعد الانزلاق في الحمام).
5. توتر أو قلق أحد الوالدين
الأطفال في هذا العمر شديدو الحساسية لمشاعر الوالدين. فإذا شعروا بتوتر أحد الأبوين أو خوفه، فإنهم يلتقطون هذا الشعور وينعكس عليهم دون وعي.
6. عدم فهم التغييرات البيئية
مثل الانتقال إلى منزل جديد، أو دخول الحضانة، أو قدوم مولود جديد. هذه التغييرات قد تخلق شعورًا بعدم الأمان والخوف.
كيف أتعامل مع خوف طفلي بعمر السنتين؟
-
الاحتواء والحنان: اقترب من طفلك عندما يخاف، وطمئنه أنك بجانبه.
-
عدم السخرية أو التقليل من مشاعره: حتى لو بدا لك أن سبب الخوف تافه.
-
تجنب التعنيف أو الضغط: لا تجبر الطفل على مواجهة مخاوفه بالقوة.
-
تكرار الروتين اليومي: يساعد الروتين الثابت على تقليل مشاعر القلق والخوف.
-
التحدث بلغة بسيطة: اشرح له ما يحدث من حوله، بكلمات يفهمها.
-
استخدام القصص والألعاب: تساعد القصص البسيطة في إيصال رسائل الطمأنينة ومعالجة الخوف بطريقة غير مباشرة.
-
استشارة مختص نفسي: في حال استمر الخوف بشدة أو بدأ يؤثر على نومه وسلوكه اليومي.
متى يجب القلق من خوف الطفل؟
يُفضل استشارة طبيب أطفال أو أخصائي نفسي إذا:
-
أصبح الخوف يمنعه من الأكل أو النوم.
-
تكرر بشكل مفرط أو زاد مع مرور الوقت.
-
صاحبه سلوك عدواني أو انعزال شديد.
الخوف في عمر السنتين أمر طبيعي، وهو جزء من تطور الطفل العاطفي والنفسي. المهم هو دعم الطفل والتعامل معه بحنان وتفهم، ومساعدته على بناء شعور بالأمان والثقة بنفسه. فكل طفل يحتاج وقتًا ليكتشف العالم بطريقته الخاصة.
اقرأ ايضا :