الحركات اللاإرادية هي حركات سريعة ومتكررة تصدر من الشخص لاإراديا وتعرف باللزمات العصبية. تكثر الحركات عند الأطفال فى سن المدرسة وتزداد عند الذكور عن الإناث. ولكن ما هي أسباب تلك الحركات وكيفية علاجها؟
مقالة اليوم تتناول كل ماهو متعلق بالحركات اللاإرادية لدى الأطفال والكبار ومدى تأثيرها على الشخص اجتماعيا ونفسيا.
ما هي اللزمات العصبية؟
اللزمات العصبية هو المسمى العلمى لهذا النوع من الحركات اللاإرادية والتي تصيب عضلات الوجه والرقبة أو الحنجرة والأحبال الصوتية. عادة ما تكون هذه الحركات مفاجئة وسريعة ومتكررة، فتسبب القلق والتوتر للطفل خاصة لو كان في سن المراهقة.
الجدير بالذكر أن 5-15% من أطفال المدارس يعانون من اضطراب اللزمات المؤقت.
أسباب اللزمات العصبية
- عامل وراثى: يحدث هذا النوع من الحركات أحيانا بسبب خلل في الجينات الوراثية ناتج عن تكرار القواعد النيتروجينية في الحمض النووي.
- عوامل نفسية: تبدأ هذه الحركات أحيانا بقصد او غرض، ثم تتطور لتصبح عادة للترويح عن النفس أو تقليل حدة التوتر لدى الطفل. فمثلا يقوم الطفل باستخراج القشور من أنفه، ومع الوقت يصبح الأمر عادة، ثم يتطور ليصبح متنفسا لتخفيف القلق والتوتر.
- عوامل بيئية: تبدأ أيضا بحركات تتم عن قصد أو لغرض معين، ولكن اشارة الاخرين وخاصة الأبوين إلى الفعل نفسه وتوبيخ الطفل وأحيانا يصل الأمر إلى العقاب، فيؤدى إلى تفاقم المشكلة. بذلك يتحول الفعل المؤقت إلى عادة مستمرة مزمنة.
- إصابات الدماغ: احيانا تنشأ اللزمات العصبية بسبب إصابات فى الدماغ دون وجود سبب وراثي أو نفسي.
أشهر أنواع اضطرابات الحركة (اللزمات العصبية)
تظهر اللزمات العصبية لدى الأطفال فى صورة حركات أو أصوات.
- اللزمات العصبية الحركية: تأتى فى صورة حركات لبعض أجزاء الجسم بسبب انقباض العضلات المتكرر ومن أمثلتها:
- وميض العينين أو ما يعرف بـ البربشة حيث يقوم الطفل بفتح وإغلاق عينيه بشكل لا إرادي.
- القفز بشكل متكرر وغير طبيعى وليس بهدف اللعب.
- عمل حركات بالفم بشكل متكرر وبدون سبب واضح.
- التأرجح ذهابا وإيابا: يميل الطفل إلى تحريك جسمه يمينا ويسارا وكأنه يتأرجح.
- تقليد حركات الآخرين: يقوم الطفل بتقليد حركات رآها من قبل فى أوقات غير مناسبة وبشكل متكرر.
- شم الأشياء والأشخاص والأطعمة بصورة متكررة وبشكل مبالغ فيه.
- عض الأصابع وترك علامات واضحة عليها.
- اللزمات العصبية الصوتية: وتظهر فى صورة أصوات مختلفة تصدر من الطفل في أوقات غير مناسبة مثل:
- الكحة وصوت تنظيف الحلق
- تكرار كلمات سمعها الطفل من قبل لا علاقة لها بالموقف الحالى، وأحيانا تكرار آخر كلمة سمعها الطفل من شخص آخر
- التلفظ بكلمات بذيئة وشتم الآخرين دون سبب واضح.
- إصدار أصوات الحيوانات دون سبب واضح، وليس بهدف اللعب.
ومن أشهر اللزمات العصبية التي اعتقد الناس قبل اكتشافها أنها حدثا غريبا وشاذا هي متلازمة توريت.
ما هي متلازمة توريت؟
هي حركات عصبية لاإرادية تظهر فى الطفولة المبكرة وتزداد حدتها فى مرحلة المراهقة، ويرجع ذلك إلى خلل عصبي وراثي. هنا تكون الأعراض أكثر حدة، فتجتمع أعراض الحركة والصوت معا لجعل الطفل يقوم بحركات لاإرادية مفاجئة مثل حركات الوجه والفم، بالإضافة إلى التلفظ بألفاظ بذيئة.
وتظهر أيضا الأعراض السابقة المذكورة أعلاه من حركات مفاجئة ومتكررة مثل شد الشعر و قضم الأظافر وغيرها من الحركات اللاإرادية.
طرق العلاج الأكثر شيوعًا للزمات العصبية
فى البداية يجب فهم السبب الرئيسى لظهور تلك الحركات اللاإرادية، فقد يكون السبب نفسي أو بيئي، فنحتاج إلى اللجوء إلى العلاج السلوكي المعرفي وتخفيف حدة التوتر لدى الطفل. أحيانا يتوجب علينا تغيير المناخ وتهيئة الطفل نفسيا للتخلص من تلك الأعراض.
فى بعض الأحيان تستخدم الادوية للحد من تلك الأعراض ولكن ليست حلا نهائيا، وتشمل هذه الأدوية مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان.
أما بالنسبة للوالدين فيجب عليها التوقف عن المبالغة في توبيخ الطفل أو معاقبته أو تدليله، فالمبالغة تتسبب في تفاقم المشكلة. يجب على الطفل أن يعامل معاملة طبيعية وأن يحاول الآباء تجاهل تلك الحركات قليلا لأن التركيز عليها يزيد من الأعراض وليس العكس.
ماهو التصرف الصحيح تجاه الطفل المصاب بلزمات عصبية؟
لا يقتصر الاهتمام بالأطفال ذوي الاضطرابات في الحركة على دور الآباء والأمهات فى حماية أبنائهم من المتنمرين؛ بل وجب علينا نحن البالغين إدراك أهمية الأمر. من الطبيعى أن تكون على جهل تام بهذه المشكلة، ولكن بعد قراءة هذا المقال فنحن الآن على دراية تامة بما يعاني منه الطفل فى هذه الحالة، فيجب علينا الابتعاد عن الإهانات أو التنمر وعدم التسبب فى تفاقم المشكلة.